رفق الرسول (عليه الصلاة والسلام)
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رفق الرسول (عليه الصلاة والسلام)
خلق عظيم
كان النبي صلى الله عليه وسلم أرفق الناس وألينهم، وكان أرفق الناس بالناس، أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة، وتحكي السيدة عائشة رضي الله عنها عن رفق النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: (ما خُيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تُنْتَهَك حرمة الله، فينتقم لله تعالى).
وأتى إليه أعرابي، وطلب منه عطاءً، وأغلظ له في القول، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، ثم أعطاه حمولة جملين من الطعام والشراب، والقصة يرويها أنس رضي الله عنه فيقول: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه برد غليظ الحاشية، فجذبه أعرابي بردائه جذبة شديدة، حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه، ثم قال: “يا محمد احمل لي على بعيريّ هذين من مال الله الذي عندك، فإنك لا تحمل لي من مالك، ولا من مال أبيك”، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: “المال مال الله وأنا عبده”، ثم قال: “ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي”، قال: “لا” قال: “لم؟” قال: “لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة”، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير وعلى الآخر تمر).
ودخل أحدهم الإسلام، وجاء ليصلي في المسجد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقف في جانب المسجد، وتبول، فقام إليه الصحابة، وأرادوا أن يضربوه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأريقوا على بوله ذنوبًا من ماء أو سجلاً (دلوًا) من ماء فإنما بعثتم مُيسِّرِين، ولم تبعثوا مُعَسِّرين)، وكانت تلك وصيته الدائمة لصحابته ولنا من بعدهم، وكثيرا ما كان صلى الله عليه وسلم يقول: (يسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّروا).
“مهلاً يا عائشة”
وحتى مع المختلفين في الدين والملة كان رفيقا داعيا إلى الرفق معهم، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اليهود: السام عليكم (الموت عليكم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليكم، قالت عائشة رضي الله عنها: السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش)، فقالت عائشة: أو لم تسمع ما قالوا؟ فقال النبي صلى عليه وسلم: (أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي، ولا يستجاب لهم في)، رواه البخاري ومسلم، وفي رواية مسلم: (لا تكوني فاحشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش).
وكان رفقه صلى الله عليه وسلم سبب إيمان أحد أحبار اليهود وهو زيد بن سعنة الذي جاء الرسول صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه يتقاضاه ديناً عليه، فجذب ثوبه عن منكبه، وأخذ بمجامع ثيابه، وأغلظ له، ثم قال: إنكم يا بني عبد المطلب مُطل، فانتهره عمر رضي الله عنه وشدد له في القول، والنبي صلى الله عليه وسلم يتبسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وهو كنا إلى غير هذا منك أحوج يا عمر، تأمرني بحسن القضاء، وتأمره بحسن التقاضي، ثم قال: لقد بقي من أجله ثلاث، وأمر عمر بأن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعا لما روعه، فكان سبب إسلامه، وذلك أن هذا الحبر اليهودي كان يقول ما بقي من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد إلا اثنتين لم أخبرهما: (يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل إلا حلما)، فاختبرته بهذا، فوجدته كما وُصف، فآمن الحبر اليهودي وتصدق لحظة نطقه بالشهادتين بنصف ماله، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد، واستشهد في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر كما يروي الرواة.
ولا شك في أن للرفق مواطنه، وللشدة مواطنها، ولا خير في رفق في مواطن الشدة، أو الشدة في مواطن الرفق، ولك أن تعجب بهذا الدين الذي يأمر بالرفق حتى في مواضع لا يتصور فيها الرفق، يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه (السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا مع الجميع وأولهم الخدم، وأمر كل من عنده خادم أن يطعم خادمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه، وجعل صلى الله عليه وسلم كفارة لطم المملوك عتقه، قال: (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه).
الرفق بالحيوانات
ولا نعرف أحداً سبقه صلى الله عليه وسلم في الرفق بالحيوانات فنهى عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل ما فيه روح، ويروى أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مَرَّ على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: (مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا يرميه)، وكلنا يعرف ما روي عنه صلى الله عليه وسلم من أن الله غفر لبغي سقت كلبًا كاد يموت من العطش، بينما دخلت امرأة النار، لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت. وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله سبحانه سيرفق به يوم القيامة، خاصة من ولي أمراً من أمور المسلمين سواء كانت ولاية عامة أو ولاية خاصة، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لولي أمر المسلمين الذي يرفق بهم ودعا على من يشق عليهم فقال: (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فارفق بِهِ).
والرفق خير كله، وهو يبعد صاحبه عن النار، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب، هين، لين، سهل).
كان النبي صلى الله عليه وسلم أرفق الناس وألينهم، وكان أرفق الناس بالناس، أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة، وتحكي السيدة عائشة رضي الله عنها عن رفق النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: (ما خُيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تُنْتَهَك حرمة الله، فينتقم لله تعالى).
وأتى إليه أعرابي، وطلب منه عطاءً، وأغلظ له في القول، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، ثم أعطاه حمولة جملين من الطعام والشراب، والقصة يرويها أنس رضي الله عنه فيقول: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه برد غليظ الحاشية، فجذبه أعرابي بردائه جذبة شديدة، حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه، ثم قال: “يا محمد احمل لي على بعيريّ هذين من مال الله الذي عندك، فإنك لا تحمل لي من مالك، ولا من مال أبيك”، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: “المال مال الله وأنا عبده”، ثم قال: “ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي”، قال: “لا” قال: “لم؟” قال: “لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة”، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير وعلى الآخر تمر).
ودخل أحدهم الإسلام، وجاء ليصلي في المسجد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقف في جانب المسجد، وتبول، فقام إليه الصحابة، وأرادوا أن يضربوه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأريقوا على بوله ذنوبًا من ماء أو سجلاً (دلوًا) من ماء فإنما بعثتم مُيسِّرِين، ولم تبعثوا مُعَسِّرين)، وكانت تلك وصيته الدائمة لصحابته ولنا من بعدهم، وكثيرا ما كان صلى الله عليه وسلم يقول: (يسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّروا).
“مهلاً يا عائشة”
وحتى مع المختلفين في الدين والملة كان رفيقا داعيا إلى الرفق معهم، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اليهود: السام عليكم (الموت عليكم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليكم، قالت عائشة رضي الله عنها: السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش)، فقالت عائشة: أو لم تسمع ما قالوا؟ فقال النبي صلى عليه وسلم: (أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي، ولا يستجاب لهم في)، رواه البخاري ومسلم، وفي رواية مسلم: (لا تكوني فاحشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش).
وكان رفقه صلى الله عليه وسلم سبب إيمان أحد أحبار اليهود وهو زيد بن سعنة الذي جاء الرسول صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه يتقاضاه ديناً عليه، فجذب ثوبه عن منكبه، وأخذ بمجامع ثيابه، وأغلظ له، ثم قال: إنكم يا بني عبد المطلب مُطل، فانتهره عمر رضي الله عنه وشدد له في القول، والنبي صلى الله عليه وسلم يتبسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وهو كنا إلى غير هذا منك أحوج يا عمر، تأمرني بحسن القضاء، وتأمره بحسن التقاضي، ثم قال: لقد بقي من أجله ثلاث، وأمر عمر بأن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعا لما روعه، فكان سبب إسلامه، وذلك أن هذا الحبر اليهودي كان يقول ما بقي من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد إلا اثنتين لم أخبرهما: (يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل إلا حلما)، فاختبرته بهذا، فوجدته كما وُصف، فآمن الحبر اليهودي وتصدق لحظة نطقه بالشهادتين بنصف ماله، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد، واستشهد في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر كما يروي الرواة.
ولا شك في أن للرفق مواطنه، وللشدة مواطنها، ولا خير في رفق في مواطن الشدة، أو الشدة في مواطن الرفق، ولك أن تعجب بهذا الدين الذي يأمر بالرفق حتى في مواضع لا يتصور فيها الرفق، يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه (السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا مع الجميع وأولهم الخدم، وأمر كل من عنده خادم أن يطعم خادمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه، وجعل صلى الله عليه وسلم كفارة لطم المملوك عتقه، قال: (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه).
الرفق بالحيوانات
ولا نعرف أحداً سبقه صلى الله عليه وسلم في الرفق بالحيوانات فنهى عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل ما فيه روح، ويروى أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مَرَّ على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: (مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا يرميه)، وكلنا يعرف ما روي عنه صلى الله عليه وسلم من أن الله غفر لبغي سقت كلبًا كاد يموت من العطش، بينما دخلت امرأة النار، لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت. وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله سبحانه سيرفق به يوم القيامة، خاصة من ولي أمراً من أمور المسلمين سواء كانت ولاية عامة أو ولاية خاصة، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لولي أمر المسلمين الذي يرفق بهم ودعا على من يشق عليهم فقال: (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فارفق بِهِ).
والرفق خير كله، وهو يبعد صاحبه عن النار، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب، هين، لين، سهل).
رد: رفق الرسول (عليه الصلاة والسلام)
شكرا يا قمر المنتدى
وشكرا على الرد الجميل على سؤالى
________________________________
ربنا اتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنى عذاب النار
وشكرا على الرد الجميل على سؤالى
________________________________
ربنا اتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنى عذاب النار
النقيب حمزة الجمل- نائب المـديـر العـــام
-
666
44
سرى
نقيب فى جهة امنيه
رايق
44
0
100007
13/10/2008
رد: رفق الرسول (عليه الصلاة والسلام)
ربنا اتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار
________________________________________
ربنا اتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار
________________________________________
ربنا اتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار
النقيب حمزة الجمل- نائب المـديـر العـــام
-
666
44
سرى
نقيب فى جهة امنيه
رايق
44
0
100007
13/10/2008
مواضيع مماثلة
» لمحات من حياة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام0000
» اعمار الانبياء عليهم افضل الصلاة والسلام
» صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخَلْقية
» مواقع بكل اللغات يسرد سيره الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويوضح الاسلام
» مسلمون في أمريكا يخوضون "معركة" لإيقاف برنامج إذاعي يتهجم على الرسول صلى الله عليه وسلم
» اعمار الانبياء عليهم افضل الصلاة والسلام
» صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخَلْقية
» مواقع بكل اللغات يسرد سيره الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويوضح الاسلام
» مسلمون في أمريكا يخوضون "معركة" لإيقاف برنامج إذاعي يتهجم على الرسول صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى